عندما كنا صغاراً كنا نعاني كثيراً بسبب الضغط الجوي داخل الطائرة حال إقلاعها وحال هبوطها، ولكننا لم نكن نعلم لماذا ولاكيف نتعامل مع الأمر، وهذا شأن الكثير من الآباء حين يرى طفله قلقاً قبل ركوب الطائرة، او حين يراه مكتئباً بسبب آلام الأذن الوسطى، ولا يملك لطفله تفسيراً ولا حتى يستطيع ان يشاركه همه أو آلامه، أما الأطفال فلاحيلة لهم حين تؤلمهم آذانهم او تنسد غير البكاء والاكتئاب وكراهية ركوب الطائرة!!
و المشكلة أن الطائرات رغم تقدمها التقني والفني إلا أنها مازالت الى الآن عاجزة عن ايجاد تقنية لديها القدرة على ايجاد معادلة سريعة لضغط الهواء داخل مقصوراتها تمنع من التحول السريع في قوة الضغط حال الإقلاع والهبوط!!
@@@
الأذن الوسطى كما هو معروف عبارة عن حجيرة مغلقة، لها مسرب واحد
يفتح ويغلق على حسب الضغط الجوي المناسب وهي مايعرف بقناة استايكوس، ولكنها لا تتجاوب مع التغير المفاجئ والسريع كما يحصل في الرحلات الجوية، مما يسبب ضغطاً قوياً على طبلة الأذن من الداخل، فنشعر بألم كالوخز في آذاننا وربما تطور الأمر فيثقب ضغط الهواء طبلة الاذن، وعندها تبداء مشكلة جديدة يطول علاجها لعدة اسابيع يحذر خلالها دخول الماء الى الاذن عند الاستحمام او الوضوء حتى لا تحدث التهابات ربما قضت على السمع نهائيا..
@@@
لذلك من المهم معرفة هذه الحقائق الطبية والتعامل معها، خصوصاً عندما يكون الطفل يشكو من الرشح واحتقان الأنف، فيفضل حينها تأخير السفر او تناول مزيلات الاحتقان الانفي، حتى تستطيع ان تعمل القناة المنظمة للضغط داخل الاذن بكل كفاءة..
ويجب أن يخبر الطفل بأن انسداد أذنيه في الطائرة أمر اعتيادي حتى لا يقلق الطفل أو يخاف، كما ينبغي ان نعلمه بعض الطرق البسيطة للسيطرة على توازن ضغط الهواء في اذنه عند بداية احساسه بانسداد الاذن او بداية الوخز، ومن ايسر الحلول مضغ اللبان او العلك او تناول الحلوى او ابقاء الفم مفتوحا والتنفس عن طريقه لمدة دقيقة اومحاولة استجلاب التثاؤب عند الاحساس بضغط الهواء على الاذن، كل هذا يساعد الطفل على استقبال مايحدث له دون خوف او قلق او اكتئاب ربما افسد على العائلة جو العطلة.. وكل عام وانتم بخير..